.

رد الشيخ شمس الدين بوروبي علي احمد الذيب من انكر الاحفال بالمولد النبوي



كتب أحمد ذيب مقالة تحت عنوان ''الاحتفال بالمولد ليس سنة حسنة''، أجهد نفسه كثيرا لإبطال مقالي ''المولد النبوي الشريف سنة حسنة''، وقد احتوى مقاله جملة مغالطات وتدليسات لن أتتبعها كلها وإنما أنبّه على بعضها. زعم أني أتتبع الفرطات وأتصيّد الهفوات، يقصد هفوات الفكر الحشوي إذا صح أن يسمى فكرا! وهو كغيره من الحشوية يعملون على تهوين أمرهم حتى يخيّل لغير المطلع على خبايا - البدع- الحشوية أن الأمر تعلّق بمجرد هفوات بسيطة لا تضر المنهج بأكمله، وهذا منهج ''حشوي'' معروف، أي تضخيم أخطاء المخالف وتهوين بدعة الموافق! وجوابي على ما زعمه هذا السلفي، أن نصائح هذه الطائفة ليست مجرد هفوات ولا فرطات، فحينما يفتي أحد كبرائكم بجواز الصلح مع اليهود الذين يغتصبون مسجدنا الأقصى ويلوّثون أرضنا المباركة، ثم يفتي بجواز لبس الصليب للحاكم، ثم يفتي سلفي آخر بوجوب هجرة أهل فلسطين منها وتركها لليهود، ويفتي آخر بتحريم قتال الأمريكان الغزاة في العراق بل بوجوب طاعة ولي الأمر الذي هو بريمر الذي نصّبته القوت الأمريكية واليا على العراق. ثم يفتي حشوي آخر بتحريم المسيرات التضامنية مع أهلنا وإخواننا في غزة ويقلّده غلام حشوي من الجزائر، فيزعم أن المسيرات التضامنية مع أهل غزة هي من عادات الكفار وليست من الدين الإسلامي في شيء!! حينها لا نكون أمام مجرد ''هفوات''.. وحينما يفتي كبيركم بجواز الزنا على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يطالب الحكومة السعودية بإخراج قبره الشريف من مسجده وهدم قبته الخضراء، ثم يتم حرق قبر آمنة والدة سيد الخلق بالبنزين. ثم يصرّح عبيد الجابري فيقول الجزائريون والليبيون حمير إلا من رحم الله! ويفتي اللحيدان بقتل ملاك الفضائيات. ويفتي ابن سحمان بكفر كل المسلمين في العالم ماعدا الوهابية منهم. ويفتي محمود بن منصور بأن سبب الزلازل هي جماعة الدعوة والتبليغ. ويفتي عثمان الخميس وسعد الغامدي بتحريم دخول المرأة إلى الأنترنت إلا بحظرة محرم! وتفتي أم أنس السلفية بتحريم الجلوس على الكراسي. ويفتي ابن جبرين بكفر جبهة التحرير الوطنية ويصفها بالحزب العلماني التابع لفرنسا!!
وحينما يفتي - حشوي- من اليمن بتحريم سماع النشيد الوطني الجزائري لأنه يحتوى على الشرك. ويفتي عبد الله سليمان بن حميد بتحريم تعليم البنات ويقول ''إن تعليم المرأة خطر عظيم على المجتمع'' حينها لا نكون- يا ذيب- أمام مجرد هفوات! حينما يفتي حشوي مقيم في لندن بجواز قتل النساء والأطفال، وأنهم يبعثون على نياتهم، ثم توزعون مطوية تسمون فيها ليلة المولد النبوي الشريف - الليلة المشؤومة- وتقوم شيختكم - غاوي- بتضليل ابن باديس، ثم تنشرون رسالة لغلام حشوي متستر وراء اسم محمد الصميلي، تحت عنوان ''الشهب الأثرية لفضح ما عليه جمعية العلماء الجزائرية من انحرافات عقدية ومنهجية''، ثم تنشرون كتبا تزعمون أنها على عقيدة السلف فيها أن الله تعالى يستقر على ظهر بعوضة ويدخل النار ولا يحترق، ويجلس على ظهر حوت عظيم، وأنه خلق الملائكة من نور صدره، وأنه أمرد لا لحية له، وأنه يستلقي على ظهره ويرتدي ثيابا خضراء وحذاء من ذهب، ويضع رجلا على رجل.. ثم تصرون على أن ما في كتبكم هو اعتقاد أهل السنة والجماعة، حينها لا نكون أمام مجرد هفوات ولا مجرد طفرات!
وحينما تنشرون كتبا فيها أن الإمام مالك يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه، وأن أبا حنيفة ليس من أهل السنة، وأنه لم يولد في الإسلام أشر من أبي حنيفة! وأن أحمد بن حنبل ليس من البشر بل هو من الملائكة! وأن نظرة إلى وجه أحمد تعادل عبادة سنة كاملة!! حينها لا نكون أمام مجرد هفوات. حينما تضللون كل من خالفكم، ويفتي النجمي بتحريم العمل لقيام خلافة إسلامية وأن الواجب هو انتظار المهدي المنتظر!! حينها أقول لك يا ذيب، نحن لسنا أمام مجرد هفوات، نحن أمام منهج ضال وبدعة خطيرة مؤسسة على الأباطيل الإسرائيليات، تهدف إلى تفكيك العالم الإسلامي وتدميره من الداخل، وإفساد العقيدة الإسلامية الصحيحة. هذه بعض ثمار هذه السلفية التي صنعتها المخابرات البريطانية ثم سلمتها للمخابرات الأمريكية، ولذلك لا تتعجبوا أن كان من ثمارها حرق مساجدنا وهدم قبور شهدائنا وذبح مجاهدينا، وتكفير علمائنا، وسبي بناتنا، وضرب أئمتنا، ونشر الفتن في بيوت الله، وتخريب للعقول، ثم عمالة صريحة للعدو، حتى أفتى كبيرهم بتحريم مقاطعة المنتوجات الأمريكية!!
ـ زعم الذيب ـ الباحث في الشريعة الإسلامية ـ أن مشايخ الحشوية لم يسكتوا عن الأعياد البدعية!! وأنا أتحداك أمام القراء الكرام أن تنشر لنا فتاويكم المتعلقة بعيد المرأة مثلا أو عيد الاستقلال أو اليوم العالمي لحرية الصحافة أو اليوم الوطني للشرطة. أتحداك أن تنشر لنا فتاويكم ومطوياتكم في تحريم هذه الأعياد كما فعلتم مع المولد النبوي الشريف؟! بل سأسهل عليك المهمة: لقد احتفل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مؤخرا، بعيد ميلاده وظهر هذا في وسائل الإعلام وقرأه الجميع ـ احتفل هو أو احتفل له ـ فهل لكم أن تنشروا لنا فتاوى مشايخكم من مثل هذا الاحتفال، وتنشروا مطوياتكم كما فعلتم مع احتفالات المولد النبوي الشريف!! لم أصدّق وأنا أقرأ أنك ترى أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أشد خطرا من الاحتفالات الدنيوية!! فجعلت الاحتفال بعيد فالنتان وعيد هالوين ورأس السنة الميلادية أفضل وأقل ضررا من الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم.
ـ تلاعبت، يا ذيب، في تعريف ''المصالح المرسلة'' بهدف تضليل المحتفلين بسيد الخلق، وكلما حاصرناكم وبينّا بدعتكم في فهم البدعة، زعمتم أن ذلك من المصالح المرسلة! وقد عرفت المصلحة المرسلة بقولك هي التي احتيج إليها في عهده صلى الله عليه وسلم، لكنه لم يقدر على فعلها لقيام المانع!! ولبيان ضلالك، أنصح كل طالب علم بالرجوع إلى كتب الأصول ليتبين له تلاعبكم في تعريف المصالح المرسلة، راجعوا مذكرة أصول الفقه للشنقيطي ص 168، والإبداع في مضار الابتداع لعلي محفوظ ص 87 والاعتصام للشاطبي ج 2 ص 78 وإيصال السالك للولاتي ص 184 والمستصفى للغزالي1/286 ـ 287، وروضة الناظر 1/412، وضوابط المصلحة للبوطي 23 ونفائس الأصول 9/4092 والضياء اللامع 3/43 ـ 46 وتقريب الوصول لابن جزي المالكي تحقيق الدكتور المختار الشنقيطي ص 404 ـ 420 والبرهان لإمام الحرمين 2/1113 ـ 1122، والبحر المحيط 6/76 وشرح تنقيح الفصول ص 445 والمحصول 2/2193 ـ 223، والإحكام للآمدي 4/215 ـ 217، وشرح الكوكب 4/432 ونشر البنود 2/189، ومراقي السعود والجواهر الثمينة في بيان أدلة عالم المدينة للعلامة المشاط ص 249، وأثر الأدلة المختلف فيها للدكتور مصطفى ديب البغا من ص 25 إلى ص .116 بالرجوع لأهل العلم، يتبين لنا تلاعب هذا الذيب بالمصالح المرسلة في سبيل الانتصار للفكرة، وحينما تشترط في المصالح المرسلة أن يحتاج إليها في زمانه عليه الصلاة والسلام ولكنه لم يقدر عليها!! فمن أخبرك أنه لم يقدر عليها!!
ختاما: تعجب عجبي من رد الكاتب على قولي ''وإذا كان بعض مشايخ الوهابية لا يحبون الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم فرأيهم لا يلزم أحدا''، عقب علي فقال: ''بل نلزمكموها حتى وإن كنتم لها كارهين!!''. فانظروا إلى هذا الإرهاب الحشوي، يريد إلزامنا بفتاوى مشايخه وقارنوه مع رفض الإمام مالك رضي الله عنه إمام دار الهجرة لفرض الموطأ على الناس والأمصار لما شاوره هارون الرشيد في ذلك، مع أن الموطأ عبارة عن أحاديث نبوية شريفة، ولكن الحشوية يصرحون أنهم يريدون فرض فتاوى مشايخهم حتى لو كنا لها كارهين!! هل رأيتم عنفا فكريا أكثر من هذا. والشيء من معدنه لا يستغرب لقد فعلوا أكثر من هذا.. ولن أعلق على قولك حتى وإن ذكرت لنا ألفا منهم فلن نقبل منكم!!
أي ألفا من أمثال الحافظ السيوطي أو القرطبي أو ابن حجر أو ابن الحاج أو ابن باديس أو ابن الجوزي، اطمئن ـ يا ذيب ـ لن نأتي لك بألف منهم ولا بمائة ولا بعشرة. فعلماؤنا ليسوا على قارعة الطريق، ويكفي لأمثالك بعضا من تلامذة تلامذتهم. هذه بعض طامات أعقل الحشوية فكيف بأسوئهم.
.

0 التعليقات: